أحدر الغضب

تاريخ التسجيل : 29/09/2008

بسم الله الرحمن الرحيم
احذر الغضب
احذر الغضب

كثيراً ما شاهدنا الآخرين وهم غاضبون ، ولكن هل شاهد أحدنا نفسه عند الغضب ؟ فلو أن صديقاً التقط لنا صوراً فى لحظات الأنفعال ، ربما فكرنا كثيراً قبل أن ننفعل مرة أخرى ! أما لو افترضنا أن هناك أجهزة قياس عن بعد ، ترصد ما يحدث لأعضائنا من تغيرات فسيولوجية أثناء الغضب ، لحرصنا كل الحرص على ألا نغضب ، وربما يصبح كل منا أكثر قدرة على ضبط النفس .

من التغيرات التى تحدث فى جسم الإنسان أثناء الانفعال ، سرعة دقات القلب ، وتقلص الأوعية الدموية فى الأمعاء والأحشاء واتساع الأوعية الدموية على سطح الجسم ، مما يؤدي إلى تدفق كميات كبيرة من الدم إلى القلب ، فيمتلىء القلب بالدم ، ويؤدى لك إلي اذدياد حجمه ، فيقترب من القصبة الهوائية ، حيث أن القلب يبعد سنتيمترات ونصف تقريبا عن القصبة الهوائية .

ومع تكرار الانفعالات أو الغضب ، وتكرار ما يصاحبها من تغيرات فى البدن ، فإن ذلك قد يؤدى إلي أمراض عضوية ، وأضرار مختلفة ، هذا بالإضافة إلى ما يمكن أن يصدر من الإنسان ساعة الغضب ، وما يترتب على ذلك من أضرار .

يستطيع الإنسان السيطرة على نفسه ، فالحلم من الأمور التى يمكن أن نروض أنفسنا عليها ، وهذا يحتاج إلى شىء من التدريب ، وذلك بمحاولة اجتناب الأمور التى تؤدى إلى الغضب ، فإذا صادفنا شيئا يغضبنا ، علينا أن نجتهد فى ضبط النفس ، فلا نندفع ، ولا نترك العنان لألسنتنا أو أيدينا للتعبير عن الإنفعال .

ومن الأمور التى تساعد على اجتناب الغضب ، تغيير الفكر ، تعديل السلوك ، فالبعض يثور لأتفه الأسباب ، حيث أنه ينظر إلى هذه الأسباب التافهه ، على أنها إهانة شديدة ، ويرى أنه عليه أن يغضب ويثور ، كى يرد لنفسه اعتبارها وكرامتها !

هذا الإنسان فى حاجة إلى تغيير مفهومه عن معنى الكرامة وعزة النفس ، فإذا نجح فى هذا التغيير ، فإنه لن يغضب غضبا شديدا ، وسوف يقل صدامه بالآخرين ، ويشعر بالتواصل بل بالراحه والإنسجام مع الناس من حوله ، فيزداد شعوره بالطمأنينه والأمان .

لهذه الأسباب وغيرها ينبغى للمسلم أن يتدرب على ظبط النفس ، وكظم الغيظ ، وكبح جماح النفس عند الغضب ، قال تعالى فى الآية 37 من سورة الشورى : ( والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون ) ... وقال تعالى فى الآية 134 من سورة آل عمران : ( الذين ينفقون فى السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ) ... صدق الله العظيم

ذهب رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال له أوصنى يا رسول الله ، فقال له صلى الله عليه وسلم : ( لا تغضب ) وقال صلى الله علية وسلم : ( ليس الشديد بالصرعة ، وإنما الشديد الذى يملك نفسه عند الغضب ، ومعنى الصرعة : أى الذى يصرع الناس كثيراً بقوته ، أما الصرعة بسكون الراء فهو من يصرعه غيره كثيرا .

فإذا أراد أحدنا أن يكون شديداً حقا ، فعليه أن يملك زمام نفسه ، ويسيطر على مشاعره وجوارحه ، عند الغضب وأن يفرق بين الغضب لنفسه ، والغضب لله تعالى .